أولا قبل ان نتعرف على الشعر الصوفي يجب أن نتعرف على الصوفي نفسه ، فالصوفية هم اناس جعلوا همهم عبادة الله تعالى بلا غرض وبدون طلب منفعة ، ترقوا فى درجات العبادة حتى وصلوا إلى درجة الولاية ، والولي : هو رجل تولى الله تعالى بالعبادات والطاعات فتولاه الله بالرعاية والحفظ والامان ، حيث قال تعالى فى الحديث القدسي : "من شغله ذكر ي عن مسالتي أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين " وتواصل بهم طريق الله تعالى حتى وصلوا غلى مرتبة العشق الإلهي فهم يعبدون الله ويخافون منه مخافة المحبين وليس مخافة العبيد ، فالعبد يخاف من عقاب مولاه اما المحب فيخاف من عتاب محبوبه .
و احتار الناس فى سبب تسميته بهذا الاسم فمنهم من قال أنهم سموا بالصوفية لأنهم كانوا يلبسون الصوف ، ومنهم من قال لأنهم ينتسبون لأهل الصفة الذين كانوا موجودين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين . ولكن الخلاصة كما أوجزها الإمام فخر الدين وهو أحد العلماء المعاصرين حيث قال: " هم أهل الله فسمهم ما شئت فهذا حالهم "
أنــت المليك وما تراه يكون=والذل فى حب الحبيب يهون
والعيد عندي إن رضيت وزرتني=يحـلو التهتك والغرام فنون
إن عيروني بالجنـون أجيبهم=أهوى جميل والجنون فنون
إن كان يهجرني فإني عبـده=وله مقام فى الفؤاد مصون
أو رام تفـدين فـذلـك أمـره=إن الذى يعصى الحبيب يخون
وفرشت خدي كي يمر بنعلـه=حتى أتت بعد الخدود جفون
ودلاله يحـلو كما حكم الهوى=وبحبـه أنا شـاكر مجنون
مادمت لم تدرى الهوى وتلومنا=فأعلم بأنك عـازل مفتـون
مـن أين تدرى الهوى وتلومنا=سرالهوىبصدورهم مكنون